حرية التعبير في الأسلام
حرية التعبير في الأسلام
إن حرية المُسلم لا بُدَّ أن تكون في إطار ما نزله الله، على قلبِ محمدٍ صلى الله عليه وسلَّم ليكون من المُنذِرين، إنْ كُنَّا نُؤمن بأن ذلك حقٌ. فالمسلم حُرِّيَّتُه في عُبوديَّتِه، بل إننا نقول إنه لا حرية حقيقية إلا في ضمن الرِّقِّ والإسار لوحي الله، والانضباط بِدِقَّةِ وعدلِ الميزان، والميزانُ له لسان، فإن مالت الكفة مال اللسان، وإذا مال اللسان مالت الكِفَّة. نعم في داخل هذا الإطار هناك مجالٌ رحبٌ، رحبٌ جداً للرأي، وللتعبير عن القناعات ولطرحِ الرؤى ولاقتراح الحلول.. ولكنَّ مَن لم تَسَعه تَوسِعَةُ الشريعة، فراح يُجري خيله في أودية الهلاك ـ بعد أن هُيِّئت له مضامير الرشاد
وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} الرعد33
في الإسلام تعرف حرية التعبير من وجهة نظر إسلامية بأنها "فريضة
على الحاكم والمحكوم معاً، فالحاكم مطالب بتنفيذها عن طريق الشورى، وعن طريق تحقيق
العدل والنظام القضائي المستقل، ونشر التعليم، وتحقيق الاكتفاء الاقتصادي وغيرها من
الوسائل التي تجعلها ممكنة بحيث لا تخاف الرعية من ظلم أو فقر أو تهميش إذا
مارستها، والمحكوم مطالب بها فرداً وجماعات في كل المجالات تجاه الحاكم وتجاه
الآخرين، وبدون حرية التعبير وكل ما يؤدي إليها يحدث خلل في المجتمع الإسلامي،
فالمسلم مطالب بعدم كتمان الشهادة السياسية والاجتماعية والقضائية على حد سوء
((وَلاَ تَكْتُمُواْ الشَّهَادَةَ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ
وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ)) - سورة البقرة آية {283} يعتبر المسلمون أن
الإسلام قد أكد بوضوح على حرية التعبير،وذلك من خلال القرآن وسنة النبي محمد، وهذا
من خلال حرية التعبير من منظور إسلامي وعلماني
أقر القرآن بتعددية الآراء
وتنوعها حيث يقول: ((وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً
وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ)) سورة هود آية {118}، أي أن الاختلاف بين البشر
ليس أمراً طبيعياً فحسب بل إيجابي. كما ويوضح القرآن أن اختلاف الآراء سيؤدي إلى
النزاع والصراع، إذ يقول: ((... فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى
اللّهِ وَالرَّسُولِ...)) (النساء 59)، فالشيء المؤكد وجود آراء متعددة في المجتمع
الإسلامي تعكس تنوعه وتياراته الفكرية
كما أقر أن يتمتع المجتمع رجالاً ونساءً
بالحرية في التعبير عن آرائهم ومواقفهم، حيث يذكر القرآن
((وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ
بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ)) سورة التوبة آية {71} والأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر في المجتمع لا يقتصر على الأمور الدينية والعبادات
والعقائد فحسب بل كل النشاط الإنساني في التفكير والنقد والمعارضة والتقييم في شؤون
السياسة والثقافة والاقتصاد
قيود ومحددات حرية التعبير في الإسلام
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أهم أعمدة حرية التعبير
في الإسلام، وهو لا يقتصر. كان الرسول والصحابة في عهد الخلافة يستمعون إلى آراء
غيرهم من المسلمين وحتى غير المسلمين، فقد كان عمر بن الخطاب يستشير غير المسلمين
في الأمور التي هم خبراء فيها وكان أيضاً لا يقصر مشورته على الشيوخ بل يلجأ إلى
الشباب ويستشيرهم
على الرغم من هذا فإن في الإسلام قيود على حرية التعبير، ويمكن
تصنيف هذه القيود إلى نوعين من القيود هما: القيود الأخلافية والقيود
القانونية
القيود الأخلاقية
-------------------
1.الغيبة، الحديث عن شخص آخر
والمس بسمعته وتجريحه
2.السخرية من الآخرين وإسقاط هيبتهم والكذب
عليهم
3.كشف عيوب الآخرين أمام الناس
القيود القانونية
------------------
1.إيذاء الآخرين وقذفهم بأمور يعاقب عليها الدين كشرب الخمر
والرذيلة وغيرهما
2.تكفير المسلم
3.الافتراء على
المسلم
4.سب الله ورسوله
5.سب دين غير المسلمين أو إطلاق لقب
كافر عليهم.{ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم كذلك
زينا لكل أمة عملهم ثم إلى ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون}سورة الأنعام آية
رقم 108
6.البدعة وإضافة أمر إلى الدين ليس منه في وجهة نظر البعض بينما
يري الكثيرون أن البدعة نوعان حسنة وقبيحة ومدار هذا الخلاف فيما عدى الأمور
التعبدية
كذلك هناك محددات لحرية التعبير في الإسلام فمثلاً إذا أراد إنسان أن ينهى
إنسان آخر عن عمل حرام فلا يحق له أن يدخل بيته مثلاً دون استئذانه ليقوم بذلك ولا
ينظر داخل البيت أو يسترق السمع عليه فيعرف أنه يشرب خمرا مثلاً، فيأمره وينهاه
تعتبر حرية التعبير في الإسلام أمر واجب على كل مسلم ومسلمة وليس حقاً كما هو في
العالم الغربي
من أمثلة حرية التعبير في الإسلام
اعتماد مبدأ التشاور وعدم الفردية في
اتخاذ القرار استنادا على سورة آل عمران " وَشَأوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ" وسورة
الشورى "وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ"
ضمان الشريعة الإسلامية للرجل والمرأة ما يسمى بالحرية المدنية فدين الإسلام يعتبر أهلية المرأة كاملة، وذمتها المالية من شأنها، ولها أن تجري التصرفات المالية دون حرج، وهي حرة في اختيار
زوجها
الحرية حق للإنسان، ولكنها مثل كل الحقوق، لها ضوابطها وقيودها ولا
حرية في الإسلام لنشر ما يعتبر فساداً أو فتنة في مفهوم الإسلام
يرفع
الإسلام شعار المساواة بين الناس على اختلاف الأجناس والألوان واللغات استناداً إلى
سورة النساء "يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ
نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا
وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ
اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا" واستنادا إلى الحديث "لا فضل لعربي على أعجمي،
ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى"
إن حرية المُسلم لا بُدَّ أن تكون في إطار ما نزله الله، على قلبِ محمدٍ صلى الله عليه وسلَّم ليكون من المُنذِرين، إنْ كُنَّا نُؤمن بأن ذلك حقٌ. فالمسلم حُرِّيَّتُه في عُبوديَّتِه، بل إننا نقول إنه لا حرية حقيقية إلا في ضمن الرِّقِّ والإسار لوحي الله، والانضباط بِدِقَّةِ وعدلِ الميزان، والميزانُ له لسان، فإن مالت الكفة مال اللسان، وإذا مال اللسان مالت الكِفَّة. نعم في داخل هذا الإطار هناك مجالٌ رحبٌ، رحبٌ جداً للرأي، وللتعبير عن القناعات ولطرحِ الرؤى ولاقتراح الحلول.. ولكنَّ مَن لم تَسَعه تَوسِعَةُ الشريعة، فراح يُجري خيله في أودية الهلاك ـ بعد أن هُيِّئت له مضامير الرشاد
وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} الرعد33
في الإسلام تعرف حرية التعبير من وجهة نظر إسلامية بأنها "فريضة
على الحاكم والمحكوم معاً، فالحاكم مطالب بتنفيذها عن طريق الشورى، وعن طريق تحقيق
العدل والنظام القضائي المستقل، ونشر التعليم، وتحقيق الاكتفاء الاقتصادي وغيرها من
الوسائل التي تجعلها ممكنة بحيث لا تخاف الرعية من ظلم أو فقر أو تهميش إذا
مارستها، والمحكوم مطالب بها فرداً وجماعات في كل المجالات تجاه الحاكم وتجاه
الآخرين، وبدون حرية التعبير وكل ما يؤدي إليها يحدث خلل في المجتمع الإسلامي،
فالمسلم مطالب بعدم كتمان الشهادة السياسية والاجتماعية والقضائية على حد سوء
((وَلاَ تَكْتُمُواْ الشَّهَادَةَ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ
وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ)) - سورة البقرة آية {283} يعتبر المسلمون أن
الإسلام قد أكد بوضوح على حرية التعبير،وذلك من خلال القرآن وسنة النبي محمد، وهذا
من خلال حرية التعبير من منظور إسلامي وعلماني
أقر القرآن بتعددية الآراء
وتنوعها حيث يقول: ((وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً
وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ)) سورة هود آية {118}، أي أن الاختلاف بين البشر
ليس أمراً طبيعياً فحسب بل إيجابي. كما ويوضح القرآن أن اختلاف الآراء سيؤدي إلى
النزاع والصراع، إذ يقول: ((... فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى
اللّهِ وَالرَّسُولِ...)) (النساء 59)، فالشيء المؤكد وجود آراء متعددة في المجتمع
الإسلامي تعكس تنوعه وتياراته الفكرية
كما أقر أن يتمتع المجتمع رجالاً ونساءً
بالحرية في التعبير عن آرائهم ومواقفهم، حيث يذكر القرآن
((وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ
بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ)) سورة التوبة آية {71} والأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر في المجتمع لا يقتصر على الأمور الدينية والعبادات
والعقائد فحسب بل كل النشاط الإنساني في التفكير والنقد والمعارضة والتقييم في شؤون
السياسة والثقافة والاقتصاد
قيود ومحددات حرية التعبير في الإسلام
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أهم أعمدة حرية التعبير
في الإسلام، وهو لا يقتصر. كان الرسول والصحابة في عهد الخلافة يستمعون إلى آراء
غيرهم من المسلمين وحتى غير المسلمين، فقد كان عمر بن الخطاب يستشير غير المسلمين
في الأمور التي هم خبراء فيها وكان أيضاً لا يقصر مشورته على الشيوخ بل يلجأ إلى
الشباب ويستشيرهم
على الرغم من هذا فإن في الإسلام قيود على حرية التعبير، ويمكن
تصنيف هذه القيود إلى نوعين من القيود هما: القيود الأخلافية والقيود
القانونية
القيود الأخلاقية
-------------------
1.الغيبة، الحديث عن شخص آخر
والمس بسمعته وتجريحه
2.السخرية من الآخرين وإسقاط هيبتهم والكذب
عليهم
3.كشف عيوب الآخرين أمام الناس
القيود القانونية
------------------
1.إيذاء الآخرين وقذفهم بأمور يعاقب عليها الدين كشرب الخمر
والرذيلة وغيرهما
2.تكفير المسلم
3.الافتراء على
المسلم
4.سب الله ورسوله
5.سب دين غير المسلمين أو إطلاق لقب
كافر عليهم.{ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم كذلك
زينا لكل أمة عملهم ثم إلى ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون}سورة الأنعام آية
رقم 108
6.البدعة وإضافة أمر إلى الدين ليس منه في وجهة نظر البعض بينما
يري الكثيرون أن البدعة نوعان حسنة وقبيحة ومدار هذا الخلاف فيما عدى الأمور
التعبدية
كذلك هناك محددات لحرية التعبير في الإسلام فمثلاً إذا أراد إنسان أن ينهى
إنسان آخر عن عمل حرام فلا يحق له أن يدخل بيته مثلاً دون استئذانه ليقوم بذلك ولا
ينظر داخل البيت أو يسترق السمع عليه فيعرف أنه يشرب خمرا مثلاً، فيأمره وينهاه
تعتبر حرية التعبير في الإسلام أمر واجب على كل مسلم ومسلمة وليس حقاً كما هو في
العالم الغربي
من أمثلة حرية التعبير في الإسلام
اعتماد مبدأ التشاور وعدم الفردية في
اتخاذ القرار استنادا على سورة آل عمران " وَشَأوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ" وسورة
الشورى "وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ"
ضمان الشريعة الإسلامية للرجل والمرأة ما يسمى بالحرية المدنية فدين الإسلام يعتبر أهلية المرأة كاملة، وذمتها المالية من شأنها، ولها أن تجري التصرفات المالية دون حرج، وهي حرة في اختيار
زوجها
الحرية حق للإنسان، ولكنها مثل كل الحقوق، لها ضوابطها وقيودها ولا
حرية في الإسلام لنشر ما يعتبر فساداً أو فتنة في مفهوم الإسلام
يرفع
الإسلام شعار المساواة بين الناس على اختلاف الأجناس والألوان واللغات استناداً إلى
سورة النساء "يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ
نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا
وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ
اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا" واستنادا إلى الحديث "لا فضل لعربي على أعجمي،
ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى"